لكل السوريين

جعلت منها في مراتب متقدمة في تاريخ سوريا.. ماذا تعرف عن مآذن الرقة؟

إعداد/ الباحث محمد عزو 

تعتبر المآذن، وهي البناء أو البرج المرتفع الطويل الملحق بالمسجد، جزءاً هاماً من فن العمارة الإسلامية، و جزءاً من هوية البلد، حيث تختلف المآذن بأشكالها وأحجامها وزخرفتها من حقبة تاريخية إلى حقبة ومن دولة إلى أخرى.

ازدهرت في الرقة عبر مسمياتها القديمة وصولاً لاسمها الحالي، ومنذ دخول الإسلام لبلاد الشام ومنذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، بدأت بالازدهار بشكل كبير، وتبدّت ملامحه أكثر في بداية العصرين الأموي والعباسي، زاد الاهتمام أكثر ببناء المساجد، وأُدخل على بنائها مهارات ولمسات معمارية فريدة، وأصبحت المآذن جزءاً أصيلاً من عمارة المساجد.

عندما تولى سعيد بن عامر ولاية الرقة عام 20هـ/640م زمن الخليفة عمر بن الخطاب أمر ببناء جامعين متماثلين في كل من الرقة عاصمة الجزيرة وحران إحدى مدنها الهامة وعاصمة مروان بن محمد (72-132هـ/691-750م) (آخر خلفاء بني أمية في الشرق) وفي فترة الحكم الأموي تم الاهتمام بالجامعين وأصبحا قريبين من الجامع الأموي الكبير في دمشق حتى من حيث الأبعاد وفن العمارة.

لكن للأسف لم يبقَ من الجامع الأموي الكبير في الرقة القديمة التي تقع أطلالها تحت بيوت حي المشلب سوى المئذنة (مئذنة القنيطير)، والتي أزيلت بدورها مطلع القرن العشرين لتندثر معالم ذلك الصرح الأموي الكبير والهام والذي كان أحد المعالم الفريدة في الرقة البيضاء (حي المشلب)، أما الجامع العباسي الكبير (المنصور- العتيق) التوأم لجامع بني أمية الكبير في الرقة فلازالت آثاره باقية إلى يومنا هذا.

مئذنة الجامع العباسي الكبير

عندما أمر المنصور ببناء الرافقة (الرقة العباسية) عام 154 هـ/772 م أرادها أن تكون حاضرة لا تقل جمالاً عن الرقة الأموية التي اشتهرت بقصورها وأسواقها وجامعها الكبير فبنى العباسيون الجامع العباسي الكبير (جامع المنصور-العتيق) بأبعاد وتفصيلات قريبة من الجامع الأموي الكبير في كل من الرقة ودمشق، حيث يتألف من صحن وحرم وأروقة شمالية وشرقية وغربية.

مئذنة الجامع العباسي

المئذنة الأساسية كانت في الجهة الشمالية الشرقية من الجامع وهي مربعة الشكل على شاكلة مئذنة الجامع الأموي الكبير في الرقة، وفي عام561هـ/ 1166م في عهد نور الدين الزنكي تم ترميم المسجد والمئذنة. وبناء المئذنة بشكلها الأسطواني، مع مثيلاتها في كل من قلعة جعبر ومسكنة وأبي هريرة. ومكانها الحالي في النصف الشمالي الشرقي من صحن الجامع.

مئذنة جامع أبو هريرة

تعود إلى فترة الزنكيين القرن السادس الهجري، بنيت في عهد نورالدين الزنكي، هريرة نقلت بعد بناء سد الفرات إلى مدينة الطبقة، وهي مئذنة مستديرة الشكل.

مئذنة جعبر

كان موقعها الأساسي في المنطقة التي غمرتها بحيرة الفرات، تم تفكيكها إلى أجزاء بموافقة منظمة اليونسكو؛ لكيلا تغمر بمياه البحيرة بعد انتهاء تشييد سد الفرات، ونقلت إلى جوار البحيرة، على مقربة من