كتاب ومقالات

المأذن وتطورها عبر العصور

وقت النشر : 2023/02/16 01:50:42 PM

المأذن وتطورها عبر العصور

اماني فوزي: يكتب

نتحدث اليوم عن موضوع في غاية الأهمية بالنسبة للعالم الإسلامي هو عنصر من أهم العناصر المعمارية ومراحل تطوره عبر العصور «المأذن أو المنارات»

كما تعرفنا من قبل أن العمارة الإسلامية هي الخصائص البنائية التي استعملها المسلمون لتكون هوية لهم, وقد نشأت تلك العمارة بفضل المسلمين وذلك في المناطق التي وصلها كشبه جزيرة العرب والعراق ومصر وبلاد الشام والمغرب العربي وتركيا وإيران وخراسان وبلاد ما وراء النهر والسند بالإضافة إلى المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل الأندلس «إسبانيا حاليا» والهند.

وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها بشكل كبير بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته، وتختلف من منطقة لأخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري .

لم تكن هنالك مآذن في بداية الإسلام, بقدر ما كانت الحاجة إلى مكان مرتفع يرفع فيه المؤذن صوته للإعلام بدخول وقت الصلاة بل كان بلال بن رباح يصعد لسطح المسجد ويؤذن في عهد النبي محمد ولكن مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية, نشأت الحاجة إلى المئذنة, واستخدام المئذنة في الأمور الدينية يرجع إلى العصر الجاهلي ويجمع مؤرخوا المسلمين على أن المساجد التي بنيت في الجزيرة العربية كانت بلا مآذن, وتميزت وظهرت المأذن بعد ذلك في عصر الدولة الاموية في بلاد الشام في دمشق وغيرها من بلاد المسلمين.

مراحل تطورها في العصور:-

لقد دخلت المئذنة متأخرة على بناء المساجد ويعتقد أن أولاها تلك التى بناها زياد بن أَبيّه بالحجارة فى مسجد البصرة عند تجديده سنة 45 ه‍ تلا ذلك بناء أربع صوامع فى أركان جامع عمرو بن العاص سنة 53ه‍ أما أقدم مئذئة فى العالم الإسلامى ومازالت محتفظة بشكلها الأول بالرغم من التعديلات التى طرأت عليها فقد أقامها عقبة بن نافع ما بين سنتى 50- 55 ه‍ بمسجد القيروان وهى تعد نموذجاً لمأذن مساجد المغرب العربى والأندلس.

أما فى العراق وبلاد فارس فقد أخذت الآذن شكلاً اسطوانياً وأحياناً ملوياً يدور السلم من خارج بدنها كما فى مسجدي سامراء وأبى دلف بالعراق وقد اقتبس أحمد بن طولون نفس فكرة ملوية مسجد سامراء حين بنى مئذنة مسجده المعروف بالقاهرة والتى تعد أقدم مآذن القاهرة من حيث احتفاظها بشكلها الأول.

ولقد تطور شكل المآذن بمصر خاصة فى العصر المملوكى حيث، أصبحت تبدأ بقاعدة مربعة يعلوها قسم مثمن ثم قسم دائرى منتهية برأس أو راسيّن أحياناً يعلوهما مبخرة أو الجوسق.

أما المآذْن التركية العثمانية: فقد امتازت بالجمال والرشاقة مع استقامتها ونهايتها المخروطية على شكل القلم الرصاص المبري ولقد شيدت على مثالها مئذنة جامع محمد على بالقاهرة وغيرها من المآذن التىتختال مرتفعة فى بلاد المسلمين مرددة جميعها خمس مرات كل يوم من المشرق إلى المغرب آذان المسلمين.

حسام كرم

اللهم إجعل لي أثر في الدُنيا كأثر إبراهيم عليه السلام -

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى