مآذن الإمارات.. تجسد وحدة العالم الإسلامي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلمنا الاختصاصيون في عمارة المساجد أن الصورة الإسلامية للمسجد هي، في أبسط معانيها، مجموعة العناصر التي استقرت في وعي أجيال متتالية من المسلمين ووجدانهم، لتتكامل وتقدم المسجد كما يتصورونه. ومن الواضح أن مساجد الإمارات كانت تقليديا، في مرحلة ما قبل النفط مجردة من كثير من العناصر التي تدخل في هذا التصور.

أما اليوم فإن الجهود المعمارية في مختلف أرجاء الإمارات تنطلق من الإصرار على تكامل عناصر الصورة الإسلامية للمسجد، وفي مقدمتها المآذن .

إننا نعتقد أن الحرص على الجمع بين عناصر هذه الصورة مصدره الحساسية التي يمكن تفهمها واستيعابها ، سواء من جانب صانعي القرارات أو رعاة المسجد المصممين المعماريين أو مسؤولي البلديات، والذي يجسده سؤال واضح: إذا كان النسيج الحضري لمدن الإمارات يقطع الشوط كاملا في الثراء الفني واستكمال العناصر المعمارية، فلماذا لا ينطبق هذا على عمارة المساجد أيضا?

هكذا فإن العين والوجدان لا بد لهما في ارتحالهما تحت آفاق الإمارات من أن يتوقفا عند مآذن تجمع بين عبقرية التصميم وبراعة التنفيذ .

من المحقق أن أكثر مآذن الإمارات استقطابا للعين والوجدان هي المآذن الأربع المنتشرة في أركان صحن مسجد الشيخ زايد الجامع الكبير التي تشمخ كل منها بارتفاع 107 أمتار، يكتسي بدنها بالكامل بالرخام الأبيض المتألق وتستلهم تصميمها من التراث المعماري المملوكي العريق، وهي تتكامل مع عناصر المسجد الأخرى المنتمية إلى تقاليد معمارية مستمدة من أرجاء مختلفة من العالم الإسلامي في تجسيد لمفهوم وحدة العالم الإسلامي في هذا المسجد .

وفي مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الجديد بالفجيرة تشمخ ست مآذن تستلهم تصميم المسجد الأزرق في اسطنبول.

ولا حصر لمآذن المساجد المتألقة تحت آفاق دبي، حيث نتوقف أمام الطابع المملوكي العريق لمآذن مسجد الجميرا، ونتوقف أمام المآذن الأربع لمسجد عمر بن الخطاب في الصفا ببر دبي حيث تشمخ كل مئذنة منها إلى ارتفاع 55 مترا عن سطح الأرض.

وفي الشارقة نتأمل مآذن مجموعة المساجد المطلة على بحيرات الشارقة ، وبصفة خاصة مسجد النور المطل على بحيرة خالد الذي يستلهم في عمارته التقاليد المعمارية العثمانية العريقة العائدة إلى القرن السادس عشر.

وفي عجمان يتألق بهاء مئذنة مسجد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، ونلاحظ التناسب بين مئذنة مسجد التقوى في أم القيوين وبين كتلة بنائه، وإذا تأملنا البهاء البديع لمسجد رأس الخيمة الجامع الكبير، فسوف نلاحظ ما سبق أن أشرنا إليه من غياب المئذنة في هذه النوعية التي تجسد العمارة الأهلية والتي يحزننا أنها لم يقدر لها الانتشار الذي تستحقه في العمارة الحديثة للإمارات.

Email