المقدمة
يتميز الشعب الفلسطيني بميزات عدة من حيث كونه شعباً متعلماً، في ثناياه نفحة من الديمقراطية، يحترم المرأة، وتعبق في داخل كل فرد منه روح المقاومة. والشعب الفلسطيني الذي يعيش في بقعة من الجغرافيا تتوسط العالم من حيث الموقع والدين والتاريخ عاش منفتحاً على العالم واختلط بعدة شعوب وحضارات على مدار التاريخ حيث زرعت فيه هذه التجارب روح تحمل وقبول الآخر بما لا يمس وجوده وتقاليده واستقلالية وجوده وديمومة بقائه.

وجذور الشعب الفلسطيني ضاربة في أرض فلسطين منذ القدم رغم ما مر على فلسطين من حملات واحتلالات وما نبع فيها من أديان. فالكنعانيون العرب وقبائلهم سكنت فلسطين منذ سطور التاريخ الأولى وانحدرت قبائل الفلسطينيين من الأصول الكنعانية. البروفيسور مكسيم رودنسون يعتبر ان العرب الفلسطينيين هم سكان فلسطين بكل ما يعني ذلك من مدلول الكلام*( إسرائيل والعرب، لندن 1968). واختلط الشعب الفلسطيني باليونان والرومان والفرس والمسلمين العرب وغير العرب والصليبيين وغيرهم من شعوب العالم التي عبرت فلسطين. ولم يطرأ على فلسطين أي تبدل ديمغرافي إلا في فترة الغزو الصهيوني وبرنامجه الاستيطاني الذي تتوج بطرد 750 ألف فلسطيني في عام 1948.

وقد تبعثر الشعب الفلسطيني في أنحاء العالم العربي وبقية العالم، وأثر الفلسطينيون ببقية الشعوب العربية إيجابا،ً ولعبوا دوراً هاماً في رفعة وبناء العديد من الدول العربية، وخاضوا غمار السياسة من بعض المنصات العربية، وخلقوا ألفة مع العرب، وعلموا أبناءهم الألف باء، وأثّروا في السياسة والثقافة العربية. ولكن الحياة عند العرب ومعهم لم تخل من المشقات والمصاعب وتضارب المصالح في بعض الأحيان.